المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية IFES تحشد 14 مليون و300 ألف دولار لدعم جهود وأنشطة الانتخابات في اليمن
أكد مدير مكتب المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية IFES في اليمن جرانت كيبن بأن المؤسسة استطاعت حتى اليوم حشد مبلغ 14 مليون و300 ألف دولار لدعم جهود وأنشطة الانتخابات في الجمهورية اليمنية.
وأوضح كيبن في حوار أجرته معه وكالة الأنباء اليمنية/سبأ/ بأن هذا المبلغ مقدم لدعم احتياجات ومتطلبات اللجنة العليا للانتخابات حيث ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية بمبلغ 12 مليون دولار والمملكة المتحدة بمبلغ مليون دولار وكذا هولندا بمبلغ مليون وثلاثمائة الف دولار.
وأشار كيبن إلى أن مؤسسة IFES تدرك تماماً الأهمية الكبيرة التي تمثلها المرحلة الانتقالية في اليمن وما ستشهده هذه المرحلة من عمليات انتخابية متعاقبة يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب هذا البلد ومساندته في هذه المرحلة التاريخية، مضيفاً بأن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية الأخ عبد ربه منصور هادي بمسئولي المؤسسة في واشنطن سبتمبر الماضي كان له أثر كبير وبالغ في تأسيس شراكة ممتازة بين اليمن ومؤسسة IFES التي تنتشر في أكثر من 100 دولة وتقدم خدماتها ومساعداتها للدول كي تتمكن من إجراء انتخابات حرة ونزيهة .
واستعرض جرانت كيبن أبرز المشاريع التي ستدعمها الأيفس على صعيد السجل الانتخابي الالكتروني ،مشيراً إلى أن الأيفس بتمويل من وكالة التنمية الامريكية ستقوم بشراء حوالي 600 الى 700 وحدة تسجيل اضافة الى انها ستكون مسئولة عن تمويل المناقصة المتعلقة بالنظام الخاص بقاعدة بيانات الناخبين المركزية وانظمة مطابقة البصمات، وكذا انشاء مركز معلومات في اللجنة وتزويده بجميع المعدات اللازمة مثل السرفرات والخادم والأقراص الصلبة التي ستحتفظ بجميع المعلومات التي ستأتي من الميدان ،بالاضافة الى تمويل إنشاء مركز معلومات احتياطي وتزويد فروع اللجنة بالمعدات اللازمة التي ستحتاجها أثناء التسجيل الانتخابي وكذلك تقديم خبراء في مختلف الجوانب المتعلقة بالعمليات الانتخابية لتقديم الدعم والمشورة للجنة العليا.
وأضاف مدير مكتب الأيفس في اليمن بأن كل المعلومات والبيانات التي سيتم جمعها من الميدان ستعود إلى مركز المعلومات الرئيسي في اللجنة وبالتالي سيتم تزويده بالأنظمة التي سيحتاجها للاحتفاظ بهذه المعلومات سواء بأنظمة الـ software أو الـ hardware .
وبحسب كيبن فإن الأيفس ستدعم اللجنة العليا للانتخابات أثناء مرحلة القيد والتسجيل في جوانب متعددة أبرزها الاعلام والتوعية الانتخابية ، والتدريب ودعم التعديلات القانونية المطلوبة للتسجيل الانتخابي ،وبخصوص دعم الأيفس للاستفتاء على الدستور أشار إلى أن الجهود والطاقات المبذولة حالياً تركز على السجل الانتخابي الالكتروني إلا أن الأيفس تفكر بالطرق التي ستدعم بها اللجنة العليا للانتخابات أثناء الاستفتاء وهناك نقاش في هذا الجانب عبارة عن خطوط عامة عريضة وليست تفصيلية.
وعندما سألناه عن الدور والمهام المسندة إليهم كمؤسسة دولية بشأن مشروع السجل الانتخابي الالكتروني قال "نحن مرتبطون بهذه العملية منذ بدايتها حيث قمنا مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة في 2012 بعمل دراسة حول الخيارات المتاحة المتعلقة بالسجل الانتخابي وحددت اربع خيارات وقمنا بتوزيعها على مختلف الاطراف والجهات ذات العلاقة وقمنا كذلك بتمويل وترتيب زيارة لوفد من اللجنة العليا وممثلين للأحزاب السياسية الى كينيا للاطلاع على تجربتهم في التسجيل الالكتروني باستخدام القياسات الحيوية وبعد ذلك قمنا بالتعاون مع اللجنة والامم المتحدة بتنظيم ورشة لمختلف الاطراف ذات العلاقة وخرجت الورشة بتوصية اجمع عليها جميع المشاركين ان يكون السجل الانتخابي في اليمن سجل الكتروني جديد يعتمد على القياسات الحيوية ويكون نواه للسجل المدني. ونحن وفريق خبراء المنظمة نشكل الاستشاريين والفنيين للجنة العليا للانتخابات فيما يتعلق بجميع جوانب العملية" ومباشرة تحدث نائبه الذي كان يجلس بجانبه هاني العذري قائلاً" اللجنة اختارت الأيفس كجهة استشارية داعمة للجنة في مختلف العمليات الفنية المتصلة بهذا المشروع بصفة رسمية".
وقبل أن يتحدث جرانت كيبن عن إيجابيات السجل الانتخابي الالكتروني وأهميته وفوائده قال بأن هناك اتفاق عام على أن السجل الانتخابي القديم غير صالح ولا يتمتع بثقة الأطراف السياسية المختلفة، ثم أكد بأن السجل الالكتروني سيغير هذا المفهوم وسيتحقق له الثقة من جميع الأطراف كما أنه سيساعد على التخفيف بشكل كبير من عملية التكرار وغيرها من العمليات، وأضاف بأن جميع المعلومات التي سيتم جمعها من الميدان سيتم نقلها إلى مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني وستستفيد منها بشكل كبير جداً في تطوير السجل المدني واستخدامها لاحقاً لإصدار البطائق الشخصية للمواطنين.
بالإضافة إلى أن هذا المشروع لم يكن قاصراً فقط على اللجنة العليا للانتخابات في عملها وإنما سيكون له تأثير إيجابي كبير في أعمال الحكومة اليمنية في مختلف مصالحها الحكومية مستقبلاً.
ومن خلال طرح كيبن يتبين أن IFES تمتلك خبرة طويلة عالمياً في مجال السجل الانتخابي الالكتروني وهذا يقودنا إلى أن اللجنة العليا للانتخابات كانت صائبة في اختيار هذه المؤسسة الدولية كجهة استشارية إلى جانب ما تقدمة من خدمات متعددة في العمل الانتخابي ..ويعزز كيبن ثقته بنجاح السجل الانتخابي الالكتروني بالإشارة إلى أن المستشار الرئيسي الذي يعمل حالياً في مشروع السجل الانتخابي الالكتروني في اليمن سبق وأن عمل في هذا المشروع في عدة بلدان مثل النيبال، نيجيريا، بنجلادش ، ولفت إلى أن هناك دائماً مخاطر ترتبط بأي مشاريع كبيرة بهذا الحجم وما يهم هنا هو أن نكون قادرين على تحديد هذه المخاطر مسبقاً ووضع الاستراتيجيات اللازمة التي يمكن من خلالها التعامل مع هذه المخاطر حتى لا تتحول إلى مشكلة.
وأكد كيبن أن مهام وأنشطة IFES في اليمن تصب في تقديم الدعم لعمل اللجنة العليا للانتخابات حتى انتهاء المرحلة الانتقالية ،مبيناً بأن المؤسسة وبحكم أن عملها مرتبط بشكل عام بكل ما له علاقة باللجنة العليا للانتخابات فإنها تعمل ضمن مفاهيم أخرى لها علاقة بالعملية الانتخابية كتطوير الكفاءات وتطوير الخطة الأمنية للانتخابات ،وكذا تطوير إجراءات قانونية، وبالتالي فإن هذه الخطوات تقود المؤسسة إلى علاقة مع وزارات مختلفة منها العدل والداخلية والدفاع ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار إلى أن الإعلام يعتبر لاعب أساسي في العملية الانتخابية والمؤسسة تسعى مع كل مرحلة انتخابية إلى خلق علاقات جيدة مع وسائل الإعلام المختلفة من خلال قطاع الإعلام والتوعية الانتخابية في اللجنة لأنه من المهم أن يكون الاعلام على مستوى عال من الفهم والمتابعة لجميع مراحل العملية الانتخابية وتعريف الناخبين وتوعيتهم بالعملية الانتخابية بأفضل صورة ممكنة.
وفي معرض رده على سؤال عن مدى تقييمه لعمل اللجنة العليا للانتخابات قال بأنها تقوم بعمل جيد جداً وأضاف "هم يبذلون مجهوداً كبيراً للعمل بنزاهة ،بانفتاح، بشفافية، كما أنهم يبذلون مجهوداً كبيراً للتأكد من ان جميع اللاعبين الأساسيين من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني يفهمون العملية ويتابعونها ويعرفون جوانبها المختلفة ،من وجهة نظرنا اللجنة العليا تقوم بكل ما يجب عليها أن تقوم به ..ويتابع "أعضاء اللجنة هم من القضاة وهذا يلعب دور كبير في طريقة عملهم من حيث اهتمامهم بمبدأ المساواة والاستقلالية ودور القانون وأهمية العمل في إطار القانون "فهذا أمر جيد جداً".
ووصف مدير مكتب IFES في اليمن حسب وكالة سبأ، أن العلاقة القائمة بين المؤسسة واللجنة العليا للانتخابات بأنها قوية وجيدة وتتسم بالانفتاح والشفافية، وعبر كيبن عن شكره للجنة لتعاونها الكبير ولتفاعلها مع الدعم المقدم من الأيفس ..وقال بأن اللجنة كريمة جداً في التعامل مع الأيفس .
وخلال فترة وجيزة من معاودة الأيفس لنشاطها في اليمن في منتصف يناير2012م وبدعم من وكالة التنمية الامريكية استطاعت أن تدعم جهود وأنشطة اللجنة العليا للانتخابات آنذاك على مستويات عدة منها شراء كبائن الاقتراع وإصلاع الكبائن المصنوعة من الحديد وشراء معدات انتخابية مختلفة ،وكذا استئجار ودعم مقر المركز الاعلامي ومركز العمليات في اللجنة وأنشطة متعددة في التوعية الانتخابية والشارات التي ارتداها رجال الأمن أثناء تأمين العملية الانتخابية.
ومن أهم الأعمال التي نفذتها IFES عقب الانتخابات الرئاسية 2012م مباشرة استبيان شمل جميع محافظات اليمن باستثناء أبين وصعده وشبوة والمهرة ،وبحسب كيبن فإن IFES تدرس إجراء استبيان بعد انتهاء القيد والتسجيل واستبيان آخر قبل الاستفتاء على الدستور.
وأشار كيبن في ختام حديثه إلى أن اليمن يمر بمرحلة تشكل امتياز كبير وفرصة لأن تشارك الأيفس الشعب اليمني هذه اللحظات التاريخية الهامة ومحاولة تقديم ما يمكن تقديمه من مساعده .