هيئة مكافحة الفساد تنظم فعالية في اليوم العالمي لمكافحة الفساد

احتفلت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد اليوم في العاصمة صنعاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام.

وأكد القائم بأعمال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد القاضي نبيل العزاني، الحرص على الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد بالتنسيق مع المنظومة الوطنية للنزاهة والشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جي آي زد" لتعزيز الوعي المجتمعي وشحذ الهمم لمواجهة الفساد وبناء دولة المؤسسات التي يطمح الجميع إليها.

ولفت إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة الأممية تحت شعار "أولويات مكافحة الفساد في المرحلة الراهنة" يأتي هذا العام في ظل ظروف استثنائية بالغة التعقيد يمر بها الوطن وما يرافق ذلك من تحديات أمام الأجهزة الرقابية بشكل عام والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بشكل خاص .
ولفت إلى أن الهيئة بالرغم مما واجهت من صعوبات للحد من مهامها واستقلالها والنيل من كيانها المؤسسي، أثبتت قدرتها على التماسك في أحلك الظروف وأشدها تعقيداً.

وأوضح القاضي العزاني أن جهود مكافحة الفساد لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا بوجود إستراتيجية وطنية فاعلة ومنظومة وطنية متحدة، رقابية وقضائية ومجتمعية معنية بالنزاهة ومكافحة الفساد تحظى بمختلف أنواع الدعم من قيادة الدولة بعيداً عن الآليات والأدوات والوسائل المتبعة خلال الفترة السابقة التي اتضح أنها لم تجد نفعاً وثبت فشلها بوضوح في مكافحة الفساد.

واستعرض القاضي العزاني، أولويات عمل الهيئة في هذه المرحلة والمتمثلة في تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين الأجهزة الرقابية المستقلة وأطراف المنظومة الوطنية للنزاهة وتعزيز الشفافية وردم الفجوة القائمة بين تلك الأجهزة، بالإضافة إلى الاهتمام بالخبرات والكفاءات الوطنية والاستعانة بها في إدارات مؤسسات الدولة في مختلف المجالات.

وأشار القاضي العزاني إلى أن هذه الاحتفالية تأتي عقب انتهاء الهيئة من دورة تدريبية نظمتها على مدى أسبوع عن أساسيات ومعايير الرقابة على البنوك بالتعاون مع المعهد الوطني للعلوم الإدارية بمشاركة 21 من القضاة والمختصين في الجهات الرقابية والمحاسبية.
وعبر القاضي العزاني عن أمله في أن تخرج هذه الاحتفالية التي تستمر يومين وتناقش عدد من أوراق العمل، بأثر إيجابي لتعزيز دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتنسيق مع أطراف المنظومة الوطنية للنزاهة.

من جهته أكد مستشار برنامج الحكم الرشيد التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جي آي زد"، علي العمودي شراكة البرنامج لليمن في جهود مكافحة الفساد من خلال تنفيذ عدد من الأنشطة والدعم المقدم للأجهزة الرقابية الوطنية كالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات وذلك خلال المرحلة الأولى من البرنامج بين عامي 2010 و2015.

ولفت إلى أن ممارسة السلوكيات الفاسدة تُعد من أكبر المعيقات التنمية الحقيقية في أي بلد كونه يؤدي إلى حرمان المجتمعات من المدارس والمستشفيات وغيرها من الخدمات الحيوية ويقضي على الفرص الاستثمارية ويقوض سيادة القانون ويساعد على انتشار الجريمة.

وبين أن المنتدى الاقتصادي العالمي يقدر تكلفة الفساد في العام بـ6ر2 تريليون دولار على الأقل، أي 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وقال ممثل الوكالة الألمانية "تظل مكافحة الفساد تحتل أهمية كبرى في كل الأوقات حتى في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به اليمن والمتمثل في النزاع وانعدام الأمن والاستقرار، ففي الوضع الإنساني المتدهور أصبحت المساعدات الإنسانية عامل مهم في تخفيف معاناة اليمنيين وهنا يجب التنبه إلى أي سلوكيات فاسدة يجب التخلص منها حتى لا تزيد من معاناة الناس".

وأكد أمين عام منظمة أوتاد، طاهر الهاتف، في كلمته عن منظمات المجتمع المدني، أن هذه المنظمات تؤمن بأن السلام والفساد لا يجتمعان، وإن اجتمعا يوماً فإن السلام والخير هما الباقيان، والفساد والشر إلى زوال.

وقال "إننا في منظمات المجتمع المدني ننشد السلام، سلاماً شفافاً، نزيهاً بلا فساد"، مطالباً الأطراف المتحاورة في مشاورات السويد للسلام، والدول الراعية والمساندة للعملية السلمية في اليمن، الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وبجميع المواثيق والمعاهدات الدولية المعنية بالشفافية والحكم الرشيد وعدم الإفلات من العقاب.

وفي الاحتفالية، قدم رئيس دائرة التحقيقات بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، القاضي مجاهد أحمد عبدالله، عرضاً لما تم انجازه من قبل الهيئة والمنظومة الرقابية من تشريعات وجهود مكافحة الفساد التي تضمنها تقرير مكتب الأمم المتحدة لاستعراض جهود الجمهورية اليمنية لتنفيذ الفصلين الثالث والرابع من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
كما قدم عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيس قطاع التحري والتحقيق، الدكتور مأمون الشامي، ورقة عمل حول أولويات مكافحة الفساد في اليمن في الوضع الراهن، وأثريت الورقة بالنقاشات.

Top