مبادرة الشراكة الأمريكية تقدم 5ر2 مليون دولار لمنظمات محلية لتنفيذ برامج تنموية في اليمن
أكد مدير البرامج الإقليمية بالمكتب الإقليمي لمبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية(ميبي) إلكساندر دوغلاس أن المبادرة قدمت خلال الثلاث السنوات الماضية نحو 2مليون و500 ألف دولار امريكي لأكثر من 20 منظمة محلية في اليمن لتمويل تنفيذ برامج تدريبية في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.
وأشار دوغلاس لدى زيارته اليمن مؤخراً أن الهدف من الزيارة كان الاجتماع مع المنظمة باليمن ومناقشة سير المنح التي سيتم تنفيذها لاحقاً وكذا الاطلاع على سير تنفيذ برامج وأنشطة المبادرة في اليمن وتقييمها والعمل على اعداد الميزانية الخاصة بالبرامج والأنشطة التي ستمولها خلال العام الجاري وكذا الاجتماع مع المنظمات المحلية الشريكة في تنفيذ البرامج وعددها سبع منظمات محلية شريكة ومنظمات أخرى لتأييد كل العمليات لهذه المنح وتعريفهم بطريقة التقدم لطلب تمويل لبعض المشاريع التي تهم المجتمع المدني .
أهداف المبادرة
ولفت إلى أن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط –"ميبي" هي تفاعل من حكومة الولايات المتحدة الأميركية مع أصوات التغيير الايجابي في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، منوهاً بأن المبادرة التي تم تأسيسها عام 2002, تعمل على توفير الموارد والتجارب, لدعم المشاريع التي تساعد على بناء التغيير الديمقراطي والإيجابي في المجتمعات.
وبين دوغلاس أن مبادرة " ميبي " تمثل همزة الوصل بين المكتب المركزي للمبادرة بواشنطن والمكتبين الإقليميين بتونس وأبو ظبي وسفارات الولايات المتحدة الأميركية بالمنطقة، ويتعاملان مباشرة مع شركاء المبادرة، والمشاركين في برامجها، ونشطاء المجتمع المدني على مختلف المستويات، بهدف تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي والمعرفي، والتعاون الدولي، وبناء المؤسسات الديمقراطية، وتحقيق التنمية الاقتصادية في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
مؤكداً أن المبادرة تسعى إلى تعزيز دور المجتمع المدني من أجل تحقيق نمو واستدامة مجتمع مدني قوي، وتنمية القدرات والمبادرات الشابة بالمهارات والخبرات التي تمكنهم في بناء التحالفات والتشبيك بين المنظمات المحلية وإدارتها، والتفاوض السلمي، الأمر الذي يؤهلهم إلى تولي المناصب القيادية، وتحقيق فهم القيم الديمقراطية وتعزيز مبادئ الحكم الرشيد، وسيادة القانون في المجتمعات المحلية.
ميبي في اليمن
وأوضح مدير البرامج الإقليمية ان مبادرة "ميبي " بالنسبة لليمن تسعى إلى تأييد وتعريف المجتمع اليمني لتحقيق التغيير الإيجابي الذي ينشده المجتمع المدني، ونحن في المكتب الإقليمي نركز في برنامج المنح المقدمة على المشاريع والبرامج التي تضعها منظمات المجتمع المدني المحلية، حسب وكالة سبأ.
وقال :" برنامج (ميبي) في اليمن ممتاز لأن اليمن لديها فرص كبيرة في البرامج والمشاريع نظراً لكثرة وتعدد منظمات المجتمع المدني التي تعمل في قضايا مهمة ومتنوعة، مثل بعض المنح التي قدمت لمنظمات مجتمع مدني عملت في موضوع زواج الصغيرات من خلال تدريب بعض القيادات المجتمعية والعاملين في القطاع الاجتماعي وإعداد فيلم وثائقي يتحدث عن الآثار السلبية لزواج الصغيرات" .
الشروط والمعايير
وأوضح دوغلاس أن المبادرة لا تنفذ أي مشاريع منفردة وإنما تعمل دائما مع المشاركين المحليين ومن أهم الشروط والمعايير التي تمكن المنظمات المحلية من طلب الدعم والتمويل من "ميبي" أن تكون المنظمة المحلية مسجلة بصورة قانونية وعندهم مقر رئيس داخل اليمن ويمكنها أن تتقدم بالطلب إلى السفارة الأمريكية وسيتم تأييدها ومساعدتها على تصميم البرامج والعمل معاً لتنفيذها ورفع التقارير، كما سيتم تعريفهم بكيفية ونوعية اختيار البرامج والفئات المستهدفة والنتائج المتوقعة من البرنامج .
المجالات
وبين أن المشاريع والمجالات التي تركز عليها مبادرة "ميبي" في عملية الدعم والتمويل هي المجالات التي يتم اختيارها في كل دولة وتقترحها المبادرات والمنظمات المحلية، وبخصوص اليمن البرامج والمشاريع التي تهتم المبادرة بتمويلها هي مجالات" التمكين الاقتصادي، والتدريب المهني والتقني ، وتعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني، وتعزيز مفهوم حقوق الإنسان، وكذا التخطيط الاستراتيجي، ومناصرة وإدارة المشاريع الريادية، واستهداف تدريب الشباب على آلية الرقابة على أداء الحكومة و كتابة مقترحات المشاريع الجديدة ، وكذا تأييد المبادئ التي يهتمون فيها الشباب ومجالات تدريب الشباب بهدف التوظيف والحصول على فرص عمل للمساهمة في الحد من البطالة وتحسين مستوى المعيشة ".
وأضاف:" نفضل أن نجد منظمات جديدة وأحياناً التي ليست عندها خبرة، لأن المبادرة لديها منحة خاصة تهتم بتعزيز دور المنظمات الجديدة حديثة النشأة وتأييد الأفكار و الرؤى والبرامج الجديدة في مختلف المجالات خصوصاً التي تلامس هموم ومشاكل الواقع المجتمعي وتواكب المتغيرات و تلبي تطلعات وآمال الشباب في تحقيق التغيير الإيجابي المنشود.
واشار دوغلاس الى أن " ميبي " لديها حالياً برامج فيها أكثر من 120متدربا والآن يدخل الموضوع مرحلة التدريب الأكاديمي والانجليزي وفي مرحلة التوظيف وهناك منحة أخرى من مكتبنا الرئيس بواشنطن لتدريب الطلاب الحاصلين على وظائف حيث بلغ عدد المستفيدين من برنامج " ميبي" في اليمن في مجال التدريب بهدف التوظيف نحو 85 شخصاً .
القطاع الخاص
وفيما يتعلق بعلاقة المبادرة مع القطاع الخاص في اليمن .. أشار إلى أهمية تشجيع العلاقات بين المنظمات المحلية والقطاع الخاص وبإمكان المنظمات المحلية الشريكة لـ" ميبي" التي حصلت على المنحة أن تدعو القطاع الخاص وإشراكهم في تنفيذ وتبني برامج مشتركة خصوصاً في مجال تدريب الشباب في المهارات التي تمكنهن من الالتحاق في سوق العمل ، وبذلك اعتبر هذا العمل التدريب الضروري للدخول إلى سوق العمل حسب تعبيره.
منح الصحفيين
وفيما يتعلق بمنحة الصحافيين أوضح أن المبادرة الشرق أوسطية لديها منح كثيرة تعمل مع الصحافيين وكانت لديها منحة لتمويل تدريب عدد من الصحفيات باليمن ومنحة أخرى لتدريب الصحفيين على كيفية فهم قانون الحصول على المعلومات، إضافة إلى منحة حول أهمية حق المشاركة في الانتخابات، وهناك بعض المنح الأخرى لتدريب الصحفيين وتعزيز دور وسائل الإعلام المستقلة.
وأكد أن : عمل "ميبي" ليس التدخل في الشئون السياسية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكنه يقتصر على المساهمة في تمويل المشاريع والبرامج التي تحددها وتقررها المنظمات المحلية، وخصوصاً في تطوير قدرات منظمات المجتمع المدني مثلاُ في اليمن اليمنيون يعملون في الانتقال السياسي ونحن لدينا بعض المنح التي تعمل وتساعد على نوعية وكيفية الانتقال وكيف يقول الشباب كلمتهم ويشاركون فيه .
مشاريع قادمة
وقال مدير البرامج الإقليمية في "ميبي": ستكون من أولى اهتمامات مشاريع "ميبي" خلال الفترة القادمة العمل مع المنظمات في اليمن للاهتمام في موضوع تعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز مفهوم اللامركزية لدى أوساط المجتمع، وذلك من خلال تقديم منح تمويليه للمنظمات الشريكة لمساعدتها وتأييدها على تنفيذ مثل هذه البرامج بهدف مساعدة اليمنيين على فهم اللامركزية وماهي الوسائل الممكنة لتحقيقها، وتحقيق الفيدرالية وتدريب المجتمع المدني على كيفية الاختيار ومساعدتهم على آلية رسم وتحديد ملامح ومسار البلد .
الخطة المستقبلية
وعن خطة وبرامج مبادرة الشرق أوسطية المستقبلية قال :" لا نريد نتكلم عن برامج في المستقبل لأننا حالياً نتكلم مع المنظمات المحلية حول كافة التفاصيل والبرامج والأنشطة المزمع تنفيذها في اليمن خلال الفترة القادمة،وسيتم الكشف عنها في حال التوصل إلى نتائج وإقرارها من المنظمات المحلية والتوقيع عليها بشكلها النهائي.. مؤكداً أن مكاتب "ميبي" مفتوحة للجميع وبإمكان اي منظمة محلية رسمية أن تسجل تقديم الطلب في السفارة الأمريكية بصنعاء او عبر موقعها الالكتروني لتمويل أي مشروع او برنامج يهتم بحقوق الإنسان او مشروع يهتم بالمجتمع اليمني، مع مراعاة الالتزام بالشروط المطلوبة.
واختتم حديثة مؤكدا اعجابه بما شاهده في اليمن خلال الزيارة الثانية له وقال " انا سعيد جداً بأن ازور هذا البلد الجميل، و أريد أن ازور اليمن مرة أخرى لأني أحببت البلد .. وكل الأشخاص الذين عرفتهم وقابلتهم هنا كانوا لُطفاء جداً ".
الجدير بالذكر أن مبادرة الشراكة الأمريكية مع الشرق الأوسط(MEPI) قدمت خلال خمس سنوات ماضية، أكثر من 430 مليون دولار لتمويل ما يزيد عن 350 مشروع في سبع عشر دولة متواجدة فيها .